التوظيف الحداثي لعلوم القرآن

التصنيف

المقالات القرآنية المحكمة

التاريخ

23/05/2024

عدد المشاهدات

54

إنّ من أعظم النعم التي أنعمها الله تعالى علينا هو القرآن الكريم الذي لا تنقضي عجائبه، فما من مسلم إلا ووجد فيه ظالته واستقى منه ما ينفعه في دنياه وآخرته، وقد انكب العلماء قديما وحديثا على القرآن الكريم بالدراسة والقراءة والتدّبر، والبحث في خباياه وأسراره والسعي نحو تفسيره وبيان معانيه وأخباره، فلم يتركوا منه علما الا واستخرجوه، ومن أجل هذا الغرض دُوّنت علوم القرآن الكريم، تدوينا يليق به فجعلت تبحث في كل آلة قد تساعد على فهم كتاب الله والوصول لمعانيه، فتتعمّق فيها مستعينة في ذلك بأقوال الصحابة واجتهادات السلف الصالح، ثم مع مرور الزمن أصبح الباحثون المعاصرون يبسّطون ما جاء في كتب المتقدمين ويجتهدون في التبويب والتقسيم وبيان طرق التوظيف والردّ على بعض شبهات المستشرقين، الذين ما إن اكتمل تدوين بعض المؤلفات من علوم القرآن حتى جاءوا بلاد المسلمين وتعلموا لغتهم وانكبوا نحو علومنا وترجمتها، كيف لا وقد وجدوا تلك العلوم القرآنية سرًا من أسرار تقدّم وازدهار الحضارة الإسلامية حيث كانت في أوّجها العلمي أو ما يسمى العصر الذهبي الإسلامي الحقيقي بين القرن التاسع والقرن الثاني عشر، ولكن لم يكتفي المستشرقون بالاستفادة من علوم القرآن وتفسيره فقط بل وجهوا شبهات كثيرة جدّا شكّلت خطرا على الإسلام وذلك من خلال انتشارها عند المثقفين من العرب والمسلمين، ثمّ لم يقف الوضع عند هذا الحدّ حيث ظهر الفكر الحداثي ولم يكن مقتصرا على القرآن فحسب بل على جميع مجالات العلم، ولكن تأثيره على القرآن الكريم كان أقوى أثرا وأذعى صيتا لأنّه المصدر التشريعي الأوّل للمسلمين، والحداثة لم تكن مثل الإستشراق وذلك أنّ الاستشراق فكرة غربية جاء بها كفار وأعداء مغرضين قصدوا تشويه التعاليم الإسلامية، ولكنّ الحداثة التي توجهت نحو القرآن كانت بواسطة عرب مسلمين من بلاد مسلمة عربية، قصدت تبديل معاني القرآن بما يوافق العصر والتقدّم العلمي، وجعلت من علوم القرآن سلاحا تضرب به القرآن نفسه. ومن بين من ردّ شيئا من شبهاتهم نقدا لتفكيرهم وتوجههم، هو الأستاذ فضل حسن عبّاس ذو الشخصية المميزة والفريدة من نوعها، في كتابه القيّم "إتقان البرهان في علوم القرآن" والذي تميّز بالجدّة والجديّة كما ذكر ذلك في مقدّمته من الجزء الأوّل في طبعته الأولى، حيث ذكر في بعض من فصول الكتاب انتقادات لبعض الحداثيين والمستشرقين في مسائل مختلفة في علوم القرآن، وسنتعرّف عليها وعلى مسلكه في النّقد من خلال هذا البحث بإذن الله عزّ وجل. 

 

لطفًا النقر هنا لتحميل المقالة وقراءتها من المصدر الأصلي
أسس فهم القرآن الكريم عند الحداثيين الدلالات المغايرة للسياق القرآني - دراسة في ضوء قواعد الترجيح