الحضارة الإسلامية بين الصعود والانحسار: قراءة في المسارات التاريخية
عند دراسة الحضارات، ينبغي إدراك أنَّ الكمال غير موجود؛ فكل حضارة تحمل بذور ضعفها في داخلها، وهي في حالة مدّ وجزر: صعود وتطوّر، ثم تآكل وانهيار، ليأتي بعدها طور جديد. هذه القاعدة هي ما يسميه القرآن الكريم: ﴿ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾. كما أن الحضارات لا تنهض في جميع مساراتها دفعة واحدة؛ فقد تبلغ الذروة في الفلسفة، بينما تكون ضعيفة في الأخلاق أو السياسة أو العسكر. ثم إن عوامل التآكل الحضاري لا تحدث بضربة قاضية، بل تتشكَّل عبر أزمنة طويلة حتى تُسقط الأمة.